الثلاثاء، أكتوبر ٣١، ٢٠٠٦

ما بعد السعار

لم أكن أريد أن أن أكتب عن هذا الموضوع خاصة بعد أن كتب فطاحل البلوجرز(مالك,وائل عباس,شرقاوى ) عن تلك الحادثة , ولكن ما دفعنى للكتابة حول تلك الكارثة هو أنى قررت أن أتناقش مع اصدقائى عن تلك الحادثة.
الموضوع هو ما اسماه وائل عباس حالة السعار الجنسى الجماعى و لقد كان واحداً من شهود العيان لتلك الكارثة
هذا السعار الجنسى الذى أصاب مجموعة من المواطنين فى وسط البلد فى القاهرةو التفوا حول بعض الفتيات و تحرشوا بهم جنسياً لحد لم يسبق لى أن رأيته من قبل
ومن خلال مناقشاتى مع أصدقائى وجدت أن العديد منهم تعرض لمحاولات تحرش , فى البداية ظننت ان ما يقصدونه هو تلك الالفاظ النابية التى يطلقها البعض فى الشارع ولكنى علمت ما يقصدونه هو الملامسة و ظننت للمرة الثانية أن ما يقصدونه هو الملامسة الخفيفة و لكنى صعقت عندما علمت أن الملامسة وصلت الى حد التفعيص و محاولات نزع الملابس
و تذكرت مسهد روته عائلتى لى عن عائلة أجنبية مكونة من أم و أب و ابنتهما كانوا فى وسط الاسكندرية و تجمع حولهم مجموعة من الذئاب الجائعة و ضيقوا الخناق حولهم و تحرشوا بالفتاة و كانت الفتة مذعورة و أبويها مرعوبين . و كان ÷ولئك الذئاب فى أعداد كبيرة
الأهم من كل تلك القصص هو الأسباب , اختلف الناس حول الأسباب فالبعض القى اللوم على المتحرشين و اخرون رأوا ان المشكلة فى المتحرش بهم و لكن الجميع اتفق على أن اساس البلاء هو النظام الذى يحكم كل من المتحرشين و المتحرش بهم
ذلك النظام الذى يتعامل مع رعايه على انهم حيوانات يسوقونهم مما جعلهم يتحولون بالفعل الى حيوانات , حيث انه من المؤكد أن هؤلاى الجياع ليسوا جياعا جنسياً فقط بل جياع اقتصادياً و اجتماعياً أيضاً
فهم ليس لهم مصدر رزق و ليس لهم حقوق فى ذلك الوطن, فهم مضغوطون
أنى لا أدافع عنهم _ مع حقهم فى الدفاع عنهم_ أو اختلق لهم اعذار و تبريرات فهم مخطئون و لكن الاهم من اتهام الاشخاص هو محاولة العلاج حتى لا يتفشى الوباء_ وهذا ما أظن أنن تأخرنا فيه_فى المجتمع المصرى
العلاج لن يأتى سوى بالتغيير , ولا أقصد بالتغيير تغيير النظام الحاكم فقط الذى يعتبر أساس البلاء و لكنى أقصد تغيير المنظومة الفكرية أيضاً التى تتحكم فى المجتمع المصرى ككل الذى يتعامل مع المرأة على أنها جسد فقط أو عورة تمشى على رجلين
و يجب أن يتم تغيير النظام الحاكم ككل الذى يتعامل مع المواطنين على أنهم عينات بكتيرية ليس لهم أى فائدة و لا أهمية و بالتاى ليس لهم أى حقوق فى الحياة فتحولت تلك العينة الى مستعمرة بكتيرية تتكاثر و تزحف الى أن تهاجم كل ما حولها و تهاجم نفسها فى النهاية
هذا ما حدث مع المجتمع المصرى الذى يعتبر صاحب أعظم حضارة قديمة و مهد الأديان
تلك الأفعال حدثت من شعب قال عنه أغلب العلماء من هيرودوت للمقريزى لجمال حمدان أنه شعب خانع و أنه لمن غلب و أنه شعب يخاف و لا يستطيع أن يقوم بأى حركة جماعية لقد نجحت الحكومة فعلاً فى تشتيت غضب المواطنين عن أحوالهم الاجتماعية و الاقتصادية و تحويله الى حالة من السعار أصابت جزء من المواطنين و جعلتهم يرتدون الى طور الانسان البدائى
و لكن قد حان الوقت أن يواجه المجتمع المصرى الراضى بوضعه الحالى و يقوا " اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش"أن اللى نعرفه لا يوجد اسوء منه وأن اللى ما نعرفوش هو ما نتوهم سوئه لنبرر صمتنا
أن المواطن الذى هتكت عرضه الحكومة فهتك عرض الاخرين كرد فعل يجب أن يوجه رد فعله لمن ظلمه فيحصل على حقه و يصون حقوق الاخرين