الجمعة، يونيو ٢٩، ٢٠٠٧

حجر فى قاع الروح

قطع مسافة طويلة حتى يصل الى البئر , ذلك البئر الذى دائماً ما يذكره بنفسه, فهو بئر قديم جفت مياهه
لم يحاول أحد اصلاحه فهو غير مفيد لأى شخص و عندما يمر عليه أى شخص اما ينظر له باشمئزاز أو يرمى به القاذورات أو الاثنان معاً, ام يأبه به أحد فى يوم من الأيام
قطع كل تلك المسافة لينظر الى بئر جاف , متهالك .
وقف أمامه .. نظر اليه .. ما اقبحه؟! لا يعام كيف يتكبد عناء المسافة حتى ينظر فيه
يعلم انه لن يرى شئ تماماً مثل روحه مظلمة لا قرار لها , فهو متأكد انه فى الحياة السابقة كان بئر جافة بلا ماء, لا نفع له كل ما قد يفعله الناس به ان يستندوا عليه كى يستريحوا قليلاً و يتابعوا سيرهم دون اهيمام
امسك حجرة و قرر ان يلقيها فى البئر حتى يسمع صوت ارتطامها بالأرض الصلدة الجافة.
رماها هاهاى تكاد تصل الى القاع فهو يعلم انها ستتخبط فى جدران البئر ثلاثة قبل أن تصل لللأرض الجافة و لكن هذه المرة..... سمعها ترتطم بالماء

تجليات غير مطابقة للمواصفات

تشبهنى الى حد الثمالة و الجنون لكن بالعديد من المحسنات البديعية التى لم يعطها لى مؤلفى
شعر أسود طويل ,جبين مضئ على الرغم من عتمة باقى الوجه,فم صغير قرمزى كلون القرميد يتماشى مع أسنانها اللولية المنمقة , حسد لا يستطيع احد أن يوصفه لانه متوسط و معتاد و بسبب كونه معتاد اصبح مميزاً عن كل الأجساد المميزة.
تقف بجانب شباك مربع بستائر سكرية اللون مشغولة بخيوط برونزية خفيفة
تقف بجانب الشباك المربعو تبعد نظرها الى لترى أزهار الاقحوان تنبت بكثرة وتنمو بسرعة , جداول الماء تشق طريقها عبر الحديقة الغناء
شمس لم ترى مثلها فى الحياةو شمس فى مرحلة ما قبل الغروبو لكن بثبات تفتقده فى لحظات الغروب السريعة
كل هذا مع جماله لم يبهرهابقدر ما ابهرهتها الأجنحة المنيرة التى تطير ملتصقة بطيور بيضاء ذات رقاب ملونة بألوان الطيف ما أجملها تلك الأجنحة تطير فى السماء و تقترب من الشمس فتصبح كأنها ظل يتوهج
ما أجملهاتلك الأجنحة التى تعطى وعوداًبالحرية و السعادة , تعطى وعوداً بحياة مليئة بنكهة السحاب و ملمس النجوم التى لم تظهر بعد
قررت ان تتخذ جناحين علها تطير باتجاه الشمس والحرية و السعادة
قفزت من الشباك ذو الستائر السكرية المشغولة بخيوط برونزية و اخذت تجمع أوراق الاقحوان و ريش الأجنحة و تلصقهم بماء الجدول
وارتدت الاجنحة وتوجهت الى الشمس لتمشى فى طريقها
و استيقظت لاجد الشباك المربع ذو الستائر السكرية مغلق ففتحته لاجد الطيور و أزهار الاقحوان فى انتظارى و لكنى لم اشعر برغبة فى الأجنحة ..............................فهى لا تليق لى.