الجمعة، مارس ٢٣، ٢٠٠٧

الثورة علينا حق

-تاكسى
-اتفضلوا يا انسات, هى ايه الزحمة دى كلها؟ و ايه كل الضباط اللى واقفين دول هو فيه مظاهرة ولا ايه؟
-لأ , دى كانت ندوة لناس رافضين التعديلات الدستورية
_اه يعنى ناس بتتكلم, يعنى و هو وده مفيد قصدى يعنى ده حيخلى البأف الكبير يحس على دمه ؟ طب ماهو أكيد عارف كل اللى بيتقال عليه ده راجل سامع شتيمته بودانه و مش فارقة معاه يبقى شوية ناس ما يجوش 50 أو 60 نفر فى اسكندرية حيخلوه ما يعملش تعديلات , هأو
- أيوة , عند حضرتك حق بس دى بداية و أى بداية دايماً بتبقى صغيرة ولازم الناس تعبر عن رأيها
_ يعنى هو حيأثر التعبير ده يعنى؟
_ أهو بداية و بعدين المشكلة ان الناس مش كلها بتتحرك , يعنى حضرتك أكيد عارف انتفاضة 1977 لما الشعب كله قام عمال و طلبة و فلاحين و مهنيين مش شوية سياسيين و مثقفين بيقواوا كلام و بس, السادات سمع الكلام مش عشان كان حلو أو قلبه طيب بس عشان كان خايف على كرسيه, المشكلة ان الحرامى اللى حاكمنا متطمن ان الشعب نايم
-أنتوا عارفين حضراتكوا أنا من الناس اللى طلعت سنة 77 فى المظاهرات دى بس اللى خلانىاطلع انى كنت مطمن على لقمتى لمدة 3 شهور قدام , لكن النهاردة مع ان ظروفى اسوء 80 مرة بس مقدرش أقول بم عشان يادوبك بجيب أكل اليوم بيومه , أطلع بالتاكسى من الصبح لغلية اخر الليل عشان ادى المدام مصروف اليوم اللى بعده.
أنا عندى بنت قدكوا كدة فى كلية علوم أنا قلتلها ركزى فى دروسك و مالكيش دعوة بحد و مالكيش دعوة بالسياسة لا بالحلو و لا بالوحش
_ ليه كدة بس, طيب مين حيتحرك لما حضرتك و كل الأهالى تقولوا كدة مين حيبقالوا دور فى البلد؟
_يعنى هو شوية الهجص و الكلمتين الجامدين هما اللى حيحلوا مشاكلنا , أنا كنت سامعت حكاية ان كان فيه مظاهرة كبيرة بتقرب على قصر الرئاسة , الحرس اترعبوا و قاموا جروا على الريس و قالوا له: الشعب عامل مظاهرة و جاى على القصر
راح سألهم : معاهم أسلحة؟
قالو له : لأ
قالهم : طب سيبهوم يفكوا عن نفسهم شوية
(تعجبت _كعادتى ولا أعلم كيف اتعجب من شئ تعودت عليه و هو ان الحقيقة و الحق دائماً ما يخرجوا من أفواه البسطاء المكروبين أصحاب الحقوق المهدورة, ها قد قالها سائق التاكسى بدون تحرك مدروس للجماهير بدون تحرك حقيقى يهدد و بقوة القاطنين فى القصور المرمرية المبطنة بريش النعام و قوت الغلابة لن تكون هناك حرية كل م سيمون هناك هو ضحك على الدقون)