الأربعاء، يونيو ١٧، ٢٠٠٩

خربشات نسوية لن تفهمها سوى المعقدات

جلس بجانبك الليلة
ليس حباً بل ترقباً
فمصيرى الآن فى يدك , ها انت تضغط عليه لتغيره
مصيرى الآن قطعة بلاستيك بأزرار كثيرة عليها أرقام عدة
فياترى ماذا سيكون فيلم السهرة اليوم
أريد أن اعلم لأقرأ طالعى , فأنا لا أحتاج لقارئ فنجان أو قارئ كف أو منجم
كل ما اريده لأعلم مستقبلى هو دليل برامج التلفزيون

بداخلى أتمنى ان يكون فيلم السهرة عن راهبة أو قديسة , فأنا أريد يوم هادئ
و لكن بعد تمعن هل بالفعل أريد ذلك
لا أظن
لأن فى بداية الفيلم ستكون الراهبة فتاة ليل أو راقصة أو تاجرة مخدرات
اذا فلأرتدى بذلتى السوداء حتى أدفن الأحلام بغد بلا منغصات

اذاً فلتكن سهرتك اليلة برنامج حوارى
هذا سيكون ألطف
و لكن فلأنتظر و لا أتعجل
فأغلب الظن سيكون البرنامج عن انحراف الفتيات
اذاً فوداعاً لأسبوع هادئ بلا مشاحنات

ربما الأخبار هى الحل
ستكون النشرة هى يسوعى و مخلصى
و لكن بالتأكيد لن تخلوا من أخبار عن القبض على أكبر شبكة دعارة فى المجرة الكونية
أو على أحسن الأحوال سيكون هناك اخبار عن اغتصاب العراقيات و الأفغانيات و البوسنيات و الباكستنيات و الأمريكيات و البولاقيات و الشبرويات
لذا فلأحضر نفسى لحالة من الهلع السرمدى

أو على غير العادة يرفرف جبريل عليك
فتتلبسك روح المؤمن فتقلب بين المحطات لتصل الى قناة دينية
و يا آلهى سيكون حديثنا لمدة أسابيع حول ضرورة الحجاب الذى سيحمينى من أعين الناس و من الذباب و الناموس و الحر و يحفظنى من القيل و القال و يطيل فترة صلاحيتى لعدم تعرضى المباشر لأشعة الشمس
ستعنفنى على طول أكمامى و ضيق سروالى الجينز الذى اشتريته لى

و لكن لماذا أنا ضيقة الأفق و أركز على السهرة و أنسى مسلسل السابعة
مسلسلك المفضل الذى يتحدث عن الزواج العرفى و عبدة الشيطان و الزوجة التى تخون زوجها و الفتاة التى تحمل سفاحاً بسبب هز شوارب الفتيان و البطيخ الذي يباع على هيئة باذنجان

لأكن شجاعة و أخذ القرار و أرفض أن أجلس بجانبك الليلة لأشاهد التلفزيون معك و لأدع الغد للغد
و لكن من يرفض أن يعلم غده , من يرفض قراءة سريعة لكتاب غيبه الذى لا يعلمه سوى الله و معد السهرة .
و لكن أسوء مخاوفى أن يكون فيلم السهرة هو بئر الحرمان او دعاء الكروان

فيالله أنى أتضرع لك و أنا كلى أمل و ايمان أن تبعد يد عبدك المطيع فى ماسبيرو عن رف أفلام حسن الامام .