الثلاثاء، فبراير ١٩، ٢٠٠٨

الجو بارد على الفراشات _ رؤية مفزعة معلقة على شماعة_

كان الجو شديد البرودة عندما وطئت قدمها أرض المطار.
أكبر مطار رأته فى سنوات حياتها القليلة وهى الخبيرة بالمطارات من كثرة التنقل
سرت فى جسدها قشعريرة غريبة عندما فتح الباب الالكترونى و رأت كم من البشر بوجوه مختلفة , ألوان متعددة و ينطقون بكلمات غير مفهومة لها و لكنها تدل على انها ليست كلها من نفس شجرة اللغة
اعتصرت يد والدها الوحيد ذو الوجه المألوف و اللغة المفهومة, تذكرت وجوه ناس بلدها .. السحن كلها متشابهة حتى مع اختلاف بعض التفاصيل
هاهى تخطو فى الشوارع الواسعة أولى خطواتها لرحلتها المنتظرة, رحلتها لأرض الأحلام , ولكن لا تعلم لماذا تشعر بقبضة خفيفة لم تشعر بها من قبل, تشعر بعتمة داخلها رغم ان الشوارع مضائة و كأنهم فى نهار يوم صيفى
ابتاع لها والدهاايسكريم بنكهتها المفضلة على الرغم من تساقط المطر و برودة الجو التى تصل الى حد الصقيع, تعجبت لكون والدها كان يحرمها من الايسكريم ابتداءاً من فصل الخريف الذى يتميز فى موطنها الأصلى بدفئ الجو
كانت وهى تمشى ترى متاجر كبيرة ملونة كتب عليها بأحرف لغة بالكاد بدأت تتعلمها, متاجر مليئة بما لذ وطاب , رأت تلك المتاجر وهى تتخلص من مأكولات جيدة جداً و تبدو غير تالفة
أكملت مسيرتها و هى تمسك بيد وةالدها خاصة عندما مرت على أزقة ضيقة و مظلمة وسمعت صراخ ورأت ناس من هول الحياة هم موتى على قيد الحياة, تدلهيئاتهم على انهم لم يأكلوا منذ ايام و لم يروا دفئ المنازل منذ شهور.
قال لها والده:"هيا بنا نذهب للمنزل لنستريح فغداً يوم طويل" راقتها الفكرة لعل المنزل يريحها مع انها تعلم ان ما سيريحها هو منزلها الحقيقى فى اتلوطن
ذهبت لتفك اغراضها , اخرجت بيجامتها الثقيلة ذات اللون الغامق الكئيب هى لا تحبها و كانت تريد ان ترتدى بيجامتها ذات الأزهار و الفراشات الملونة , ولكن والدتها قالت لها :" الجو بارد هناك على فراشاتك و ازهارك" ادركت الان ما كنت تعنيه والدتها
رقدت الى الفراش الوثير لعلها تحظى بقليل من الدفئ الذى تفتقده
اغلقت النور و قررت ان تنام, هى ليست مثل باقى الأطفال تخاف الظلام فهى تعودت على نصف الظلام الدائم و تعلم ان الظلام الكامل نهايتها , و لكنها شعرت بالخوف من الظلام لأول مرة فى حياتها قررت ان تغنى لنفسها كى تنام و لكن لم تتذكر اى اغنية
استيقظت فى منتصف الليل و تجمدت الدماء فى عروقها...لم تستطع ان تلتقط انفاسها.....رأت امرأة عجوزة ذات وجه مجعد مرعب ترتدى معطف طويل و تقف لتحدق فيها... ماذا تفعل؟ تريد ان تصرخ و لكن لا صوت لها و اذا صرخت من الممكن ان تؤذيها تلك المخلوقة
فقررت بخبرتها القليلة ان تتظاهر بالنوم لعل ذلك الكائن المرعب لا يشعر بها و لا يؤذها.
استيقظت على صوت والدها يقول لها:"انهضى و اشرقى"...ماذا تفعل ؟ هل تقول له عن ما رأته البارحة؟ أم من الأفضل لن تصمت ؟ واذا صمتت من الممكن ان نظهر العجوز مرة اخرى
قررت ان نفتح عينها و أول قرار يخطر على بالها سوف تفعله
فتحت عينيها فوجدت والدها امامها يبتسم و من خلفه هناك شماعة معلق عليها معطف والدها و كوفيته .. اذاً فلم يكون هناك عجوز تحدق بها...نظرت الى والدها و ابتسمت اكبر ابتسامة و قالت له:"بالأمس حلمت بالفراشات

الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

كفاح طيبة 2

ان التاريخ داءماً ما يعيد نفسه و لكن فى وطننا من كثرة تكرار التاريخ لنفسه اصبح واقع و حاضر.
الهجمات الشرسة التى قام بها الملاك القدامى فى سراندو و دكرنس و كمشيش تتكرر فى قرية طيبة 2 فى العامرية بالاسكندرية .
ففى يوم 3 اكتوبر 2007 قامت القرية الهعادئة على خبر وجود قوات شرطة فى ارضهم هبت القرية ليكتشفوا وجود امر بالتنفيذ على ارضهم لصالح من قالوا لهم انهم الملاك القدامى هكذا بدون سابق انذار.
يقول حسن اسماعيل (احد المتضررين): فى يوم 3 أكتوبر فوجأنا بمن يقول لنا ان هناك شرطة فى أرضنا فذهبت أنا و أخوتى مسرعين الى أرضنا فوجدنا قوة هائلة من الشرطة فى ارضنا و منعونا من دخول أرضنا و قالوا لنا انها لم تصبح ارضنا و انهم سيأخذوها منا بالقوة اجبرية و قالوا لنا ان معهم حكم باسترجاع ال10 أفدنة التى تحوزها 12 اسرة الى ملاكها القدامى و ان ا10 افدنة ماهى الا دفعة أولى ل110 فدان.
قامت القرية كلها بمؤزارتنا مما جعلهم يلفقون لنا قضايا فلفقوا لى قضية شروع فى قتل. و عندما قاموا بالبحث عنى انتهكوا حرمات بيوتنا و تعاملوا مع امهاتنا و زوجاتنا و أبنائنا بعنف شديد.
و بعد ذلك قبضوا على و وضعونى فى الحجز لمدة 4 أيام و طالبوا من أهلى كفالة 500 جنيه و بعد ان دفعوها لم يطلقوا سراحى لفترة.
أما سيد أبوشعيشع (متضرر اخر) فيحكى لنا عن تاريخهم مع الأرض:
نحن من كان يطلق علينا المعدمين و قد استفدنا من قانون الاصلاح الزراعى .. ففى عام 1970 تسلمنا أرض كى نستصلحها وكانت الأرض غير صالحة للزراعة فقد كانت مليئة بالبوص و قد اخذت منا سنوات حتى نزرعها و تأتى ثمارها.. و لقد سددنا جميع اقساطها و الان يريدون ان يأخذوها مننا.. و لكننا لن نستسلم فهذه ارضنا و سنموت دفاعاً عنها...
الغريب أننا ذهبنا الى الشهر العقارى كى نكشف على الأرض فقالوا لنا ان من يطلقون على انفسهم الملاك القدامى لم يكونوا يوماً ملاك لتلك الأرض. و لكن بلدنا من له فيها ضهر يستطيع ان يقتل و لا يعاقب اما نحن و لأننل غلابة و ليس لنا ضهر فلنذهب للجحيم أو نموت.
لقد كنا ننتظر اليوم الذى تصبح فيه الأرض ملكنا حتى نسدد ديوننا ة نعيش عيشة كرية فاذا بهم يستكرون هذا الحلم علينا.
هذا فصل جديد من مسرحية توابع القانون 96 لسنة 1992 الذى اعاد تادولة الذى زمن الاقطاع و هذا هو حال افلاح فى بلد أقدم حضارة زراعية. هجمات جديدة للرأسمالية عى المعدمين حتى يموتوا فهم لم يعودوا ذوى فائدة.