السبت، ديسمبر ٠١، ٢٠٠٧

عم عوض

كل يوم افتح البلكونة الكبيرة اللى عند جدتى الاقى دوشة و زحمة و ناس مكشرة و مخنوقة _خاصة انها ساكنة جانب المحكمة_ ابص بطرف عينى الاقيه واقف "عم عوض".
"عم عوض" رجل طيب أوى و عجوز أوى و بالتالى فهو غلبان أوى , بيبيع بصل أخضر فى شم النسيم و ليمون باقية السنة.
"عم عوض " على طول مبتسم , أول ما انزل من البيت و اصبح عليه الاقيه جاى يجرى علية و يسألنى اذا كنت محتاجة حاجة أو جدتى محتاجة أى حاجة و يتبعها بوصلة دعا طويلة و_ طبعاً الجزء الأكبر منها لجدتى_
"عم عوض" عنده ولد وسيم
ده مش وصف له ده اسمه
"وسيم" كان فى كلية حقوق وايه دحيح حاجة كدة مابتلقهياش كتير خاصة فى طلبة حقوق, على طول بيطلع من الأوائل .... كانت أمنية حياته انه يبقى وكيل نيابة.
جدتى كانت كل ما تسمعه بيقول انه عايز يبقى وكيل نيابة تقول:" وكيل نيابة مسيحى أكيد مش حيرضوا"
المهم ان "عم عوض" كان عنده ولد تانى اسمه"نسيم" اتخرج من طب بس معرفش يشتغل راح للكنيسة عشان تشغله
ماهى بلدنا بقت كدة , المسيحى الكنيسة تشغله و المسلم الاخوان يدورولوا على شغل أما الباقى بقى من لا دينين أو بهائيين أو بوذيين أو سيخ أو حتى مسلمين شيعة ملهمش غير سكة المجتمع المدنى و التمويلات الأجنبية ماخلاص الدولة مالهاش دور, وزى ما بيقولوا فى التلفزيون الحكومة مش مامتنا و بابنا.
نرجع تانى ل"وسيم" بعد ما اتخرج راح مقدم ورقه فى النيابة... اترفض.
ليه؟
مش عشان هو مسيحى لا سمح الله بلدنا فيها مساواة كل الفقرا بيخدوا بالجزمة هو اترفض عشان "عم عوض"
يعنى ايه وكيل نيابة يبقى أبوه بياع بصل و ليمون.
"وسيم" ماثارش و مانتحرش و مهاجرش و لا أى حاجة هو كل اللى عمله انه اخد بعضه و راح الكنيسة عشان يترهبن.
و "عم عوض " من ساعتها قلب نشاطه من بصل و ليمون لبذنجان و كوسة..... بس برضه لسة مبتسم

هناك ٦ تعليقات:

shirry يقول...

اول زيارة واول تعليق كمان

عارفة الحكاية بتاعت عبد الحميد شتا اللي كان بيطلع من الاوائل في سياسة واقتصاد ولما قدم ورقه واجتاز كل الاختبارات رفضوه علشان غير لائق اجتماعيا اصل والده كان فلاح
بس اخرته كان انه انتحر
الحمد لله ان وسيم مفقدش الامل وانتحر بعد الشر عنه

Nesreen Akhtarkhavari يقول...

والله حكايات بتبكي. "غير لائق إجتماعيا؟" ما بيستحوا على حالهم! من يمتلك الحق أن يقرر، وعلى أي أساس!

يعني الامريكي إلي برشح نفسه لمنصب كبير بفتخر أنه ابوه كان فلاح أو عامل وإنه وصل الى ما وصل إليه بعرق جبينه، وبتصفق الجماهير وبتدمع عيونها. في الحقيقة، هو في كثير من الأحيان حتى بـ "زاود" وبستعمل هذا التاريخ العائلي للحصول على دعم جماهيري أكبر. هذا ليس مدح أو دعم مني للسياسية في أمريكا بكل ما فيها من مفاسد وذنوب، وإنما هو عرض واقع الحال!

وما يجعل المأساة أكبر، هو أننا بأشد الحاجة في عالمنا العربي الى العقول النيرة والأفراد القادرين على العمل الجاد وبناء مستقبل عادل عن طريق المثابرة والعدل! ونحن من الغباء بحيث نحبط هؤلاء الأفراد ونهمشهم، ولا نتوارع حتى عن تحطيمهم!

ألا يعلمون أن الناس الطيبين مثل "عم عوض" وإبنه هُم ملح الأرض، وخيرها، وكنزها، "فيا ليتهم يفقهون"!

EGYPT EYES يقول...

كل عام وأنتي بخير
موضوع رائع يصف حال هذا البلد المأساوي الذي لا مكان فيه للفقراء وكأنهم غزاه على مصر ويقوم هذا النظام الديكتاتوري المتجبر بواجبه في محاربتهم بشتى السبل
تحياتي يازميله

Hypatia يقول...

ده ملخص لحال البلد احييكى عليه واكيد باذن حازورك كتير
كل سنه وانت طيبه

Sara Swidan يقول...

لسعة سخرية حقيقي مؤلمة !

ساعات مش بصدَّق إن دة ممكن يحصل

MeTOo IT يقول...

حسبي ربي وهو نعم الوكيل بسسسسسس